قضايا الأسرة

الجسد وفق ما يراه أبو حيان التوحيدي يكتمل بالانفعال والفكر والرغبة واللذة جميعا، وبغياب أي عنصر من هذه المكونات يصير الإنسان ناقصا وفي حاجة ملحة إلى تعويض نقصه. وإذا لم يفلح تنفتح أمامه- ولا شك- آفاق العنف والجريمة والأمراض النفسية...

حين أظهرت دراسة حديثة أن الباحثين عن كلمة "جنس" في محرك البحث "غوغل" هم من باكستان في المرتبة الأولى تليها مصر ثم إيران فالمغرب، استغلت مجلة "دير شبيغل" الألمانية نتائج الدراسة، لتقول في تقرير نشرته أن ثمة "ثورة جنسية ناشئة في العالم العربي يقودها جيل شاب يرفض مجموعة من الضوابط الأخلاقية الإسلامية، مقررين الانطلاق في الحياة وممارسة المحرم بشكل سري بعيدا عن العيون والرقابة".. تقرير المجلة الألمانية لم يمثل إلا فقرة من كتاب صدر نهاية العام الماضي في ألمانيا للكاتبة الألمانية التركية الأصل، سيران أتيس، تحت عنوان"الإسلام بحاجة إلى ثورة جنسية"، والتي تدعو فيه العالم الإسلامي إلى ثورة جنسية "هو في أمس الحاجة إليها"، معززة بذلك صراعا لم يهدأ بين من يدعو إلى التحر?'ر الجنسي مقابل آخرين يرون أن العالم الإسلامي يجب أن يتصدى بقوة لإباحية بدأت ملامحها تظهر في بعض البلدان العربية والإسلامية.
سوريا تنتمي إلى الخارطة المقصودة من قبل "دير شبيغل" – في اعتبارها دولة عربية- كما إنها مدعوة للقيام بالثورة من قبل الكاتبة الألمانية- في اعتبارها إسلامية- فهل الثورة الجنسية وصلت فعلاً، وان لم تصل، فهل تحتاج ثورة جنسية فعلاً..؟

الذكور في منزل.. والإناث في منزل آخر:
توجهنا إلى رجل دين في دمشق، ورغم تجنبه الخوض في هكذا موضوع، والذي وصفه بالـ"إشكالي" الا اننا حصلنا منه على قصة تفيد بان إحدى الأسر المجاورة لها يعيشون " حياة غريبة، وأظن بان هناك الكثير من الأسر تنمو على هذه التربية..حيث الأبناء الذكور في منزل والإناث في منزل آخر..بمعنى الأخوة الذكور والإناث لا يلتقيان إلا فيما هو مشترك؛ كساعة تناول الطعام أو في المناسبات كالأعياد وغيرها.."..فما قصة الاختلاط والسؤال الاهم هو:
هل نختلط أم لا؟

تحت عنوان الاختلاط، يقول الدكتور محمد راتب النابلسي " صدقوا ولا أبالغ تسعون بالمئة من الفواحش بدأت بالاختلاط، خيانة زوجية مع من؟ مع صديق الزوج، كيف تعرف عليها؟ بطعام مشترك، بنزهة مشتركة"، ذلك في وقت يؤكد فيه الكاتب عبد الرحمن الخطيب إن كلمة "الاختلاط"، بمفهومها المستحدث الحالي، الذي يطنطن به البعض ليس له أصل في الشرع الإسلامي البتة. ولا يوجد نص في القرآن الكريم، أو في الحديث النبوي الشريف يتضمن هذه الكلمة. وأصل هذه الكلمة مقتبس من الأديان والأعراف والتقاليد التي سبقت الإسلام، ومأخوذة من عادات الشعوب التي كانت تقطن خارج الجزيرة العربية. ويضيف "كما أن مفهوم كلمة الاختلاط الذي نادوا به ليس له أصل أيضاً حتى في اللغة العربية. فقد ورد في "تاج العروس" للزبيدي "خَلَطَهُ، أي الشيء، بغيره، أي مزجه"، يقول المرزوقي: "أصل الخلط: تداخل أجزاء الشيء بعضها في بعض". أي أن كلمة الاختلاط الذي أرادوه لا يعبر عن المزج بين مادتين، أو عنصرين مختلفين في العناصر الفيزيائية والكيماوية.

 ويؤكد الباحث عماد الحسني، أستاذ مقارنة الأديان، أن كلمة اختلاط لا علاقة لها بالإسلام، وان كلمة الاختلاط في ما يتعلق بالمرأة والرجل موجودة ضمن بعض معاجم المصطلحات اللاهوتية، مشيراً إلى أن الاختلاط في القاموس الكنسي كان بخصوص منع بعض الكنائس للراهبات من الاختلاط مطلقاً بالرهبان على أساس عدم تحريك الهاجس الغريزي بترك الرهبنة، ومن ثم التفكير في الزواج". ثم قال المتأخرون منهم في ما بعد: "لا مانع من الاختلاط في حضرة المسيح، فكلا الطرفين مرتبط بالمسيح، شبعان بنعمته، ومقدس بروحه؛ لذلك فهو يختلط في روح أخوية مقدسة". واستندوا في رأيهم هذا إلى نص "فيلبي 4"، ونص "رومية 16"، الذي يبين نموذجاً مقدساً للاختلاط المسيحي، حيث كان الخدام والخادمات يعملون معاً في كرم المسيح، في نقاوة وعفة وتحفظ، والجميع أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة.

المتدين يتزوج مبكراً..ماذا عن الأعزب:
يقول سحبان السواح، رئيس تحرير موقع "ألف" الثقافي، لـ شوكوماكو: "من حيث المبدأ أن لا أرى أن الشباب السوري بفئتيه مكبوت جنسيا، بل أنا أرى العكس فالشباب السوري منذ عشر سنوات على الأقل وحتى اليوم يعيش مرحلة من الانفتاح الجنسي لم يمر بها جيل قبله.. طبعا سنستثني الشباب المتدين الذي أختار طريقة حياته برغبة خالصة منه وهؤلاء في العادة يتزوجون مبكرا شبابا وإناثا حسب ما يمليه الدين عليهم وبالتالي فهم أيضا لا يخضعون للكبت الجنسي".

وفي المقابل، يرى بسام القاضي، مدير مرصد نساء سوريا بان الكبت الجنسي في سوريا يعد "مشكلة بكل معنى الكلمة. لم يعد عاقل يناقش في ماذا يعنيه الكبت الجنسي، خاصة لدى الشباب. ومع تأخر سن الزواج المرتبط ليس فقط بالظروف الاقتصادية، رغم أهميتها، وإنما أيضا بتطور الحياة لجهة التعليم ومهارات العمل وغيرها التي تحتاج وقتا طويلا لكي تنجز..تتفاقم المشكلة أكثر فأكثر. ومع عقول منغلقة تفصل بين الذكور والإناث منذ الصغر، وتجعل من الجنس الآخر كائنا غامضا مجهولا غريبا ومخيفا، ومع دعوات فارغة لـ"التصعيد" و"الصوم" على طريقة النعامة، تزداد المشكلة حدة وعمقا. بل وتذهب بالضرورة إلى الانحرافات المعروفة التي لا نتوقف عن شتمها، دون أن نفكر جديا بها وبحلها.".
وعن مدى تأثير الكبت "سلباً" على انتاج الشباب السوري وابداعهم، يوضح القاضي بانه: " لا تأثير إيجابي للكبت الجنسي. هو سلب بالمطلق. وكل إنسان يغلق الباب أمام هذا الاحتياج الأساسي سيجد نفسه في مواجهة أزمة تتجلى بأشكال مختلفة. قد تكون انشغال الذهن وعدم التركيز، قد تكون تركيز الاهتمام فيما يتعلق بهذا الجانب ولكن خفية. أو فوضى في العلاقات، أوربما اعتداءات جنسية.. المحصلة واحدة: هدر هائل لطاقات الشباب (والإنسان عامة) في محاولة "التخلص" من احتياج عميق عن طريق تجاهله، أو الإغراق فيه. كلاهما وجهان لعملة واحدة". لافتاً بانه " مع الكبت الجنسي لا يوجد سوى الخوف، القلق، التوتر، الترقب.. وهذه كلها نقيضات للسعادة التي تتعلق مباشرة بتلبية الاحتياجات. السعادة والحرمان نقيضان".
وعما اذا كان هناك ظلم لأحد طرفي المعادلة (اناث –ذكور) فيما يخص موضوع الكبت، وكيف، يجيب مدير مرصد نساء سوريا بـ "لا أعتقد. الكبت هو هو عند الجنسين. الفرق هو في المظهر. تجلي الكبت عند الإناث يختلف عنه عند الذكور. ليس لأسباب بيولوجية أساسا، وإنما لأسباب اجتماعية، أو ما يسمى "النوع الاجتماعي أو الجندر". فبحكم الدور المناط اجتماعيا منذ الصغر بالذكر، والدور الآخر المناط بالأنثى، يتجه كل منهما للتعبير بشكل مختلف..الواقع أن من يعتقدون أن الكبت، أو أيا كانت تسميته، "ينمي" الشخصية أو يجعل الإنسان أكثر رقيا، هو مخطئ كليا. الكبت يعني المزيد من الضعف، الهشاشة، والميوعة. فهي بعض من كثير من الطرق لتفريق الكبت. وهي الأشكال الأقل "ضررا" على الآخرين. فيما أشكال مثل الاغتصاب، التحرش، سفاح القربى، اغتصاب الأطفال.. هي الأشكال الأكثر عنفا وضررا في التعبير عن أزمة الكبت.

إلى الشباب..المساكنة موجودة ولا تخافوها !
يرى سحبان السواح بانه: " منذ عقد من الزمان أصبح يمكن للشاب مساكنة الفتاة أو للفتاة مساكنة الشاب وهذا ليس حكرا على فئة صغيرة من الناس بل هو موجود في المدن السورية الكبيرة.
ويضيف: " أصبحت ظاهرة أن ترى شابا وفتاة مختبئان خلف سور أو شجرة يقبلان بعضهما في المدن الجامعية ظاهرة مالوفة..في هذه الحالة يصبح الكبت استثناء وليس قاعدة يبنى عليها وضعا خاصا بالشباب المكبوت".
وكان المفكر الإسلامي محمد شحرور علق على ما أثير مؤخرا عن موضوع المساكنة في سوريا، قائلاً إن المساكنة وزواج المسيار والمتعة كلها "ملك يمين"، وقال إن ممارسة شباب وشابات عزاب للجنس بإرادتهم ودون عقود أو حضور شيخ أو مأذون، هو حلال، على حد تعبيره.
و رأى شحرور أن "المساكنة" بين شباب وشابات اتخذوها بديلا للزواج، ودون عقد مكتوب، هي "حلال شرعا" طالما "تمت بقبول من الطرفين"، وذلك في إطار تعليقه على ما أثاره محام سوري دعا الشباب الذين يلجأون للمساكنة لتوثيق علاقتهم بعقد قانوني.
وخاطب شحرور الشباب والشابات ممن اتخذوا "المساكنة" بديلا للزواج قائلا: اقرأوا كتاب الله لا تخافوا منه ولا تخافوا عليه، ويمكنكم ذلك بدون وسيط وبدون شيخ، والمساكنة حلال شرط موافقة الطرفين وبدون إشراك الأنثى لشخص آخر مع الرجل، أو إشراكه هو لواحدة أخرى معها، وتساءل "كيف أنه في الرق تؤخذ المرأة سبية بالإكراه وتذهب لسوق النخاسة بالإكراه، وتباع بالإكراه وينامون معها بالاكراه والعملية في النهاية يقولون عنها حلال ويطلقون عليها ملك يمين. بينما تنام فتاة مع شخص برضاها ويقولون هذا حرام".
وزاد "أرى أن المساكنة حلال وليست زنا، وخلال عصر الرسول (ص) لم تكن هناك عقود وكان الزواج شفهيا"، وتابع "المهم هو الايجاب والقبول وبالتالي يصبح الجنس حلالا، وأما الحقوق فهي شئ آخر ينظمه المجتمع. زواج المسيار هو ملك يمين وهو حلال والدولة نظمته وحل مشكلة كبيرة.

من جهته، يوضح المحامي خليل معتوق، أن قانون العقوبات السوري "لا يجرم العلاقة الجنسية إذا كان الطرفان بالغين وعازبين، ويجرمها إذا كان أحد الطرفين متزوجا، لكن في حال تقديم شكوى من قبل أحد الجيران لشرطة الآداب فإنها تعتقل الشاب والفتاة للإخلال بالآداب العامة، وذلك اعتمادا على قانون الطوارئ.

اخلاقنا عبء علينا..الغرب منفتح "جنسياً" لكنه ليس مبدعاً بقدر ما تخدمه الامكانيات
يرى علاء، وهو صحفي، بان الجنس مشكلة "عويصة" تعيق التفكير، لافتاً الى ان الحل يكمن في العزوف عن بعض العادات البالية..علاء يضيف بالقول: " ان اخلاقي تشكل عبئاً ثقيلاً علي فيما يخص هذه المسألة، معتبراً في نهاية الامر بان زواج المتعة يعد "جواز سفر ديني".
ايهم، وهو مبرمج، يرى بانه ليس مقياسا ان يكون الانفتاح الجنسي هو الحل، والدليل انظر الى الغرب نرى بان هناك" تخبيص" سواء قبل الزواج او بعده، لافتاً الى ان الغرب ليس مبدعاً اكثر منا بقدر ما تخدمه الامكانيات المتوافرة لديهم..أيهم يعد الشباب السوري غير المنحصر جنسياً لا يبدع بقدر ما يبدع الشباب الاخلاقي ( من ليس له تجارب).. ليختم الشاب الاعزب الذي لم يتجاوز 30 من عمره بان الكبت الذي يزيد عن حده يحتاج الى حل مناسب...
محمد، وهو من خريجي الازهر بمصر، يصف الشاب السوري بالـ(مكبوت جنسياً)، وهذا بالتاكيد يشل تفكيره وبالتالي ابداعه، في اعتبار ان "ثلث" تفكيره يكمن في الامور الجنسية، ويضيف " الحل هو الزواج المبكر الذي يجنب الفرد كافة المشاكل الناجمة عن التفكير بهذه الامور، اما عماد، وهو طالب حقوق بجامعة دمشق، يصف الانفتاح الجنسي "محاكاة للغرب.. والتوعية الدينية هي الحل..وهذا يتم عن طريق الاعلام". غير ان عماد يرى بان الوضع الاقتصادي الذي يؤجل زواج الكثير من الشباب الى سن الـ35 واحياناً اكثر " فالحاجة الى اشباع الغريزة مثل الحاجة الى الخبز ما يعني انه سيكون مكبوت وبالتالي سيتجه التفكير الى هذه الامور".

وعن راي الفتاة فيما يخص الموضوع المطروح، ترى علا، وهي محاسبة، بانه " لم يعد السؤال اليوم هو هل الجنس يعد سبباً للإبداع أم لا..السؤال بات لماذا كل هذا الابتذال بموضوع الجنس..فالشباب اليوم وأنا أتحدث عن نماذج موجودة شغلهم الشاغل أثناء جلساتهم مع أصدقائهم هو اجترار علاقاته السابقة وأنه مارس الجنس مع فلانة من الفتيات دون أن يحترم خصوصية تلك العلاقة أو حتى يحترم تلك الفتاة، وأيا كانت العلاقة التي جمعتهما، هذه النماذج تراها دوما تتحدث عن المرأة وضرورة احترامها ومنحها حقوقها وفي نفس الوقت تراها تتحدث عن خصوصياتها صبح مساء وعلى الملأ".
وتضيف علا: " الجنس هو حالة خاصة تجمع اثنين في أكثر درجات الخصوصية وليس حالة عامة للنشر، من يعتقد أنه بتحدثه عن الجنس علنا هو منفتح، فهو مخطأ تماما، قمة الانفتاح أن تحترم خصوصيتك وخصوصية الآخرين فلا تجعلها سيرة تلوكها الألسن، قد يضحك الآخرون وقد يوافقوك على رأيك، لكن هم يوافقوك على مضض..". وتزيد "للأسف اليوم ترى الشاب يستخدم الجنس ليبدو منفتحا والكاتب ليبدو جريئا، والفنان ليبدو متحررا والجميع لا يفقه حتى ما معنى الجنس".

هل هناك حل؟
يرى بسام القاضي بأنه: " يجب إعادة الأمور إلى طبيعتها. أي التربية المشتركة بين الذكور والإناث منذ الصغر. هذه الخطوة وحدها كفيلة بحل نصف المشكلة، فجهل الآخر وغموضه والخوف منه، وما يترتب على ذلك من كبت.. الكبت ليس فقط انعدام الممارسة الجنسية، الممارسة الجنسية هي محور واحد فقط. السور بين الجنسين هو الأكثر أهمية. حين يهدم هذا السور، ستبدأ الأمور بالتحول نحو "التصالح، التعارف، التشارك.."، وستتراجع حدة الكبت..التربية الجنسية أمر أساسي. الجهل الجنسي إحدى الكوارث المسكوت عنها نسبيا في المجتمع السوري. ليس عند الشباب فحسب، بل حتى عند الكبار، والمتزوجين/ات منهم/ن. التربية الجنسية سوف تحول هذا "الغامض" الذي يضغط في داخلنا من أجل معرفته، حتى بطرق خاطئة، إلى "معلوم ومفهوم". وبالتالي انشغالنا فيه سوف يخف تدريجيا".
ولأننا عانينا مسالة الحصول على آراء رجال الدين، حيث لم يكن هناك استعداد من جانبهم، فان الموضوع يبقى غير مكتمل..خاصة أمام رؤية احادية الجانب فيما يخص الموضوع المطروح والتي تتلخص في بعض الآراء:
سلمان رشدي صرح لمجلة "شتيرن" الألمانية الأسبوعية إن الغرب أخفق في فهم أن أحد أسباب التطرف الإسلامي يكمن في خوف الرجال من الحرية الجنسية للنساء، وقال رشدي بأن روايته الأخيرة "شاليمار البهلوان" تناولت الخوف الكبير الذي يشعر به الكثير من الرجال المسلمين تجاه الحرية الجنسية للمرأة وفقدان الشرف.
تقول سيران اتيس الناس في الشرق الأوسط شعراء. وهم يكتبون الشِعرَ من الصبح إلى المساء، ولكن ما هو موضوع أشعارهم؟ إنه الرغبة. الطفل الصغير في الشارع يفعل ذلك، وكذلك عامل البناء والجامعي. كلهم يكتبون الشعر حول الموضوع نفسه، الموضوع الذي يتعرض للكبت أكثر من أي موضوع آخر...


يوسف شيخو، (هل يحتاج الشباب السوري إلى ثورة جنسية..كي يفكر.. ينتج.. يبدع؟)

عن "شوكوماكو"، (9/2010)

0
0
0
s2smodern