تجارة النساء من أجل الجنس وتجارة الأطفال وكبار السن إضافة إلى تجارة الأعضاء كانت محور نقاش باحثين ومختصين بالإضافة إلى رجال الدين خلال ندوة استضافها دار الأسد للثقافة والفنون باللاذقية يوم الخميس 11/2/2010.
حيث أوضح مدير مرصد نساء سورية "بسام القاضي" الفوائد المرجوة من قانون الاتجار بالأشخاص في "سورية" والذي أصدره السيد الرئيس "بشار الأسد": "ظاهرة الاتجار بالبشر تعد مشكلة عالمية وخطيرة تشمل جميع الناس وهي تضم تجارة النساء من أجل الجنس وتجارة الأطفال وكبار السن إضافة إلى تجارة الأعضاء، كل هذه المخاطر استوجبت صدور مثل هذا القانون لكي يعيق قدوم هذه الظاهرة إلى سورية".
وأضاف "القاضي": "ما يميز هذا القانون الذي أصدره السيد الرئيس مطلع العام الحالي هو أنه أعفى الضحية من العقاب بغض النظر عن الأسباب التي أوصلتها إلى ما هي عليه كما انه أعطى الشهود الأمان وأعفاهم من أية عقوبة مما يساعد على سهولة الكشف عن أية حالة حدثت أو قد تحدث مستقبلاً، والقانون يحترم بند الاتفاقيات الدولية ويوصي بالالتزام بها كما أنه يوصي بإنشاء دور حماية خاصة لضحايا الاتجار بالبشر من أجل رعايتهم وتهيئتهم أملا بإعادتهم للانخراط بالمجتمع من جديد".
السيدة "هيفاء صقر" رئيسة فرع الاتحاد النسائي: "نحن كإتحاد نسائي نسعى من خلال هذه الندوة ومن خلال منظمتنا لنشر الوعي لدى نساء سورية تجاه ظاهرة الاتجار بالبشر هذه الظاهرة التي شاعت مؤخرا في العالم لذا بدأنا بعملية التوعية من الطفولة داخل كل أسرة فالأسرة السليمة تولد مجتمع سليم ودعم النساء وهن صغيرات وتقديم المعونة لهن ليست المعونة الآنية بل المستقبلية من خلال تعليم المرأة لمهنة معينة قد تحبها أو تكون قادرة على العمل بها لتستفيد منها وتعيش دون الحاجة للآخرين فالحالة الاقتصادية السيئة بحسب الأبحاث هي التي تدفع المرأة إلى الفساد الأخلاقي وبالنهاية الاتجار بجسدها وهذا مانسعى للوقاية منه".
وأضافت "صقر": "النسوة الموجودات أتين اليوم من المدينة والريف لكي يستمعن ويعرفن المخاطر المجهولة لهذه الظاهرة وليبدين رأيهن لنا لكي نصوغه بالطريقة المثلى من أجل التحاور مع القيادة والمشاركة في وضع التعليمات التنفيذية للقانون فهناك ثقة كبيرة وضعت بنا نحاول أن نكون على قدر من الوعي لتحمل هذه المسؤولية".
الشيخ "علي داود" تحدث عن فوائد هذه الندوة بالقول: " كل لقاء علمي فيه فوائد عظيمة أولها تبادل المعلومات بين الخبراء وضعيفي الخبرة وتسليط الضوء على ما هو مجهول من مخاطر وتوعية الأجيال الجديدة على المخاطر البدنية والنفسية والعقلية وضرورة محاربة الجهل بالعلم والمنكر بالمعروف وبهذه الجلسة سمعنا كلمات علمية ومعرفية وأخلاقيه نحارب بها السوء والشر الذي من المحتمل أن يصبح قريباً منا، كما أن الشباب اليوم أثبت حضوره وعبر عن رأيه وقدم وجهة نظره بالمرسوم التشريعي بطريقة واعية وهادئة كان والنسوة كن حاضرات بكثرة مما يبشر بعقول واعية تسعى للحفاظ على الجسد وخلاص الروح ".
الأب "اسبيريدون فياض" حدثنا بالقول: " من يحكم العالم اليوم يستغل الشعارات لتحقيق أهدافه الخاصة تحت عناوين واهية فهم يدَّعون التبني من أجل سرقة الأطفال ويسرقون أعضاء شخص بحجة إنقاذ حياة شخص آخر هكذا هو العالم اليوم كله يلهث وراء السلطة وهو يحتاج المال لذا ينغمس في الشهوات ويتاجر بأوجاع الدول كما حدث في "هاييتي"، ونحن في "سورية" بدأنا رحلة الاستعداد لمواجهة أي خطر محتمل والوقاية منه بتسليط الضوء على سلبياته وطرق الإغراء الذي يتخذها تجار البشر وسيلة لهم للسيطرة على أي شخص يريدونه، فالاقتراب من الناس والتحاور معهم عن قرب بعيداً عن القيود يفتح المجال لقمع هذه المشكلة الدنيئة التي تمس كرامة الإنسان هذا المخلوق الذي هو صورة الله على الأرض، فالإنسان يبقى إنسان وله الحق بالعيش الكريم ".
الأمن الجنائي كان حاضرً بقوة في هذه الندوة عبر الملازم أول "أنس الوية" والذي حدثنا عن دور الأمن الجنائي بالقول: " مازال دورنا حتى اليوم هو بالعمل الوقائي فليس لدينا أية حالة مسجلة في سورية حتى هذه اللحظة وهذه المشكلة مازالت بعيدة عنا كل البعد وهي لا تدعو للقلق فلا تجارها موجودون في سورية ولا المشافي بعيدة عن رقابتنا الصارمة تجاه هذا الموضوع،كما أن المرسوم رقم "3" لعام "2010" الذي أصدره الرئيس "بشار الأسد" وحدد خلاله العقوبات بحق من يرتكب جريمة من جرائم الاتجار بالأشخاص أو من يشارك أو يحرض أو يتدخل فيها أو يعلم بها ولا يبلغ عنها أو من ينضم إلى جماعة إجرامية هدفها أو من بين أهدافها الاتجار بالأشخاص أتى لكي يرسخ هذا الاستقرار ويحافظ على الوضع الحالي ولكي يشكل رادعاً قوياً أمام كل من تسول له نفسه أن يسرق قطعة من جسد إنسان أو أن يسرق حرية أنثى أو أن يقتل براءة طفل ".
بقي أن نذكر أن هذه الندوة دعا لها الإتحاد النسائي فرع اللاذقية بالتعاون مع مرصد نساء سورية وشارك فيها الأستاذ "بسام القاضي"الناشط المعروف بحقوق المرأة والسيدة "هيفاء صقر" رئيسة فرع الاتحاد النسائي باللاذقية وعدد من رجال الدين وجهور كبير من النساء والرجال غصت به القاعة.
بلال سليطين، (الاستعداد لمواجهة طرق الاغراء والوقاية من تجّار البشر في اللاذقية)
