بعد شهرين على توقيف رجلين وامرأة عند احد ينابيع المياه الكبريتية في مدينة الضمير في ريف دمشق في وضع مشبوه, وإجراء التحقيقات معهم توصل فرع الأمن الجنائي في ريف دمشق إلى خيوط مهمة أدت إلى الكشف عن قضية بالغة الأهمية وهي قضية اتجار بالأطفال أبطالها أطباء وأشخاص من سورية ولبنان.
وقام الأمن الجنائي في ريف دمشق, بنتيجة التحقيقات, بتوقيف طبيبين عرفيا لمدة عام وإحالة 7 أشخاص الى القضاء المختص, وخاطب الانتربول الدولي للقبض على الطبيب اللبناني للتحقيق معه في هذا الموضوع.
توقيف رجلين وامرأة لوجودهم بوضع مشبوه أسهم في الكشف عن القضية
قال مصدر رفيع في الأمن الجنائي لسيريانيوز انه "في 22 كانون الثاني الماضي القت احدى دوريات الشرطة القبض على كل من عبده. ش, وفايز. س وزينب. أ للاشتباه بوضعهم أثناء وجودهم في سيارة عند احد ينابيع المياه الكبريتية بالجهة الشمالية في مدينة الضمير", مضيفا انه "بالتحقيق معهم اعترفت الفتاة بوجود علاقة جنسية بينها وبين المدعو عبده منذ 3 سنوات وانه قام بفض بكارتها وحصول حمل غير شرعي نتيجة لهذه العلاقة".
وأضاف المصدر أنه "نظرا لخوف الفتاة من أهلها فيما يخص الحمل قامت بمراجعة عيادة الطبيب عادل. ال. ر والكائنة بمحلة ركن الدين من اجل إجراء عملية إجهاض لها", لافتا إلى أن "الطبيب رفض إجراء عملية الإجهاض بحجة أن فيها خطر على حياتها, وطلب منها الانتظار حتى يبلغ الحمل الشهر التاسع وانه سيقوم بإجراء عملية ولادة لها ويخبر أهلها بان سبب الانتفاخ في البطن هو وجود كيس دم في رحمها وسيقوم بالتصرف بالطفل عند ولادته".
وأوضح المصدر أنه "عند بلوغ زينب الشهر التاسع من الحمل قامت بمراجعة عيادة الطبيب عادل, والذي طلب منها مرافقته إلى إحدى العيادات في لبنان لإجراء العملية في 28 آذار عام 2008 وقام بإجراء عملية الولادة لها وأنجبت طفلة بصحة جيدة ثم عادت مع الطبيب إلى سورية بنفس اليوم".
وكانت زينب قامت بعد فترة بالاتصال بالطبيب للسؤال عن طفلتها والمطالبة بها, إلا أن الطبيب اخبرها أن الطفلة توفيت في لبنان ولا يعرف مصيرها, وذلك بحسب التحقيقات.
ولفت المصدر أن "عبده أكد إقامته علاقة جنسية غير شرعية مع زينب, ودخل بعد ذلك الى السجن بجرم حيازة سلاح غير مرخص, وانه بعد خروجه من السجن أخبرته زينب بأنها حملت منه, وإنها قامت بالولادة في لبنان برفقة الطبيب عادل", مبينا أن "عبده اتصل مع الطبيب لسؤاله عن الطفلة فاعلمه أن كلام زينب غير صحيح وانه قام بإجراء عملية لإخراج كيس دم من بطنها, وأنها لم تكن حاملا".
الطبيب يعترف ببيع طفلة بـ 10 آلاف دولار لزميله اللبناني
قال المصدر الرفيع في الأمن الجنائي لسيريانيوز انه "تم إلقاء القبض على الطبيب عادل, حيث اعترف بعد التحقيق معه بقيامه بالاتفاق مع الطبيب اللبناني سمير الحسامي (65 عاما) بتوليد زينب مقابل 10 آلاف دولار في عيادة الأخير في لبنان", مضيفا أن "الطبيب عادل تعرف على زميله الحسامي في عيادة طبيب سوري يدعى عبد الرحمن. ك, أثبتت التحقيقات انه متورط في هذا الأمر ".
وأشار عادل, بحسب التحقيقات, إلى أن الحسامي وعبد الرحمن طلبا منه ولأكثر من مرة إعلامهما عن حالات الحمل غير الشرعي التي تحضر لعيادته ليقوم بتوليدها, وبيع المولود للطبيب سمير الحسامي, وذلك مقابل إعطائه مبلغ مالي.
ولفت المصدر إلى أن "عادل اعترف ايضا ان زميله عبد الرحمن طلب منه في احدى المرات ان يقوم بايصال طفل الى عيادة الحسامي بلبنان بحجة اخذه الى مشفى الجامعة الامريكية مقابل مبلغ مادي لكنه رفض ذلك, ولا يعلم مصير الطفل ومن هم والداه".
ورود اسمه في التحقيقات يكشف عن بيعه 6 أطفال
قال المصدر لسيريانيوز انه "بعد ورود اسم الطبيب عبد الرحمن في التحقيق قام فرع الأمن الجنائي بريف دمشق بتوقيفه, حيث اعترف بالتحقيق معه بأنه قام ببيع عدة أطفال حديثي الولادة إلى زميله الحسامي", لافتا إلى انه "تعرف عليه في احد المؤتمرات الطبية في لبنان عام 1998".
واعترف عبد الرحمن, بموجب التحقيقات, بإجراء عملية قيصرية اسعافية لامرأة حامل بطريقة غير شرعية من الحسكة تدعى فاطمة. ح قام بتوليدها في احد مشافي دمشق في شباط العام الماضي, وذلك بعد أن قام بسحب بعض الدماء منها ورشها على فرجها وثيابها وطلب من زوج خالتها إسعافها إلى المشفى بحجة النزيف, حيث حضر الطبيب عبد الرحمن وقام بإجراء العملية القيصرية وأنجبت طفلا ذكر قام زوج خالتها سمير غ برفقة زوجته مريم. ن بإيصال الطفل إلى لبنان وتسليمه للحسامي وقبض مبلغ 50 ألف ليرة ما عدا تكاليف المشفى التي قام الحسامي بتسديدها.
وأوضح المصدر أن "عبد الرحمن قبض مبلغ 200 ألف ليرة من زميله اللبناني مقابل توليد فاطمة".
وكان الأمن الجنائي ألقى القبض على كل من فاطمة وحسام. ق الذي أقام معها علاقة غير شرعية, إذ اعترفت بأنها راجعت الطبيب عبد الرحمن في الشهر الخامس من حملها وانه رفض إجراء عملية إجهاض لها وأقنعها بوجود عائلات في لبنان تود التبني وان الطبيب الحسامي سيتحمل تكاليف عملية الولادة.
كما القي القبض على خالة فاطمة وزوجها لقيامهما بإيصال الطفل حديث الولادة إلى لبنان.
وأوضح المصدر أن "عبد الرحمن اعترف أيضا بإقدامه على إعطاء طفل ولد نتيجة حمل غير شرعي من خادمة فلبينية ومخدومها السوري إلى شخص يدعى اينار. ش وزوجته ريما. ب التي تعاني من عقم, وقام بإعطائهما تقرير ولادة ليستطيعا تسجيله في قيود الأحوال المدنية , لافتا إلى أن "البحث لا يزال جار عن الزوجين لتوقيفهما".
كما اعترف عبد الرحمن, بموجب التحقيقات, بإقدامه على إقناع امرأة تدعى ملك. ع حملت بطريقة غير شرعية وهي في شهرها السابع بعدم إسقاط جنينها, وبإرسالها إلى لبنان لإجراء عملية الولادة هناك لوجود عائلات تود التبني, فوافقت حيث قام بالاتصال بزميله اللبناني وقام الأخير بتوليدها, حيث قبض 50 ألف ليرة فقط لان الطفل ولد مريضا.
ولفت المصدر إلى أن "عبد الرحمن اعترف أيضا بقدوم امرأة عراقية الجنسية تدعى شيماء ومعها طفل حديث الولادة في نيسان عام 2008, تريد التخلص منه حيث قام بالاتصال بزميله اللبناني للحضور لاخذ الطفل, وذلك بعد امتناع الطبيب عادل, وسكرتيرته جميلة م لأخذ الطفل إلى لبنان".
واعترف الطبيب عبد الرحمن, بموجب تحقيقات فرع الأمن الجنائي بريف دمشق, بحضور المدعوة هبة. م. ب وهي حامل بالشهر التاسع نتيجة تعرضها لعملية اغتصاب, وأنها تريد التخلص من الجنين, حيث قام بإرسالها إلى لبنان برفقة شيرين. ع تعمل عنده في العيادة وخطيبها حسن. خ لتوليدها من قبل الطبيب اللبناني , حيث قاموا بإيصالها إلى مشفى كمال جنبلاط في لبنان حيث قامت هبة بوضع طفلتين توأم, وبقيتا عند الحسامي, حيث قام الأخير بإعطاء هبة مبلغ 100 دولار, في حين حصل عبد الرحمن على مبلغ 5 آلاف يورو.
وكانت المدعوة هبة قامت بتقديم شكوى ضد عبد الرحمن بجرم توليدها في لبنان, وبيع طفليها للطبيب الحسامي, حيث أنكر عبد الرحمن معرفته بالموضوع سابقا, في حين استرجعت هبة طفلتيها من الحسامي في كانون الأول الماضي.
- (الجهات المختصة توقف طبيبين عرفياً لمدة عام وتحيل 7 أشخاص للقضاء بقضية اتجار بالأطفال)