يظهر هذا المصطلح لأول مرة في كتابات فرويد 1910 على انه الجملة المنظمة من رغبات الحب والعداء التي يشعر بها الطفل تجاه والديه تظهر في موت المنافس وهو الشخص من الجنس، ورغبة جنسية في الشخص من الجنس المقابل أما في شكلها السلبي فتأخذ منحى مقلوبا أي حب الوالد من نفس الجنس وحقد حسود على الوالد من الجنس المقابل يتواجد هذان الشكلان بمقادير متفاوتة في الشكل الكامل لعقدة اوديب حيث تبلغ ذروتها حسب فرويد بين ثلاث سنوات إلى سن خمس سنوات خلال المرحلة القضيبية ويسجل أفولها في مرحلة الكمون تتأجج من جديد أثناء البلوغ حيث يتم تجاوزها بدرجات متفاوتة من النجاح.
وقد تم العثور على بينية هذه العقدة في أكثر الثقافات تنوعا وليس في تلك التي تسود فيها الأسرة الزوجية تعتبر فرانسواز دولتو العقدة دولتو أهمية حاسمة في مصير الكائن البشري فيما يخص تنظيم شخصيته وفيها تتقاطع بالنسبة للطفل إشكاليات الهوية الجنسية وشخصه الاجتماعي، وتضع دولتو معايير لدخول الطفل في الاوديب:
فهو طفل ذو ثلاث سنوات
عارفا بلغته الأم
يعرف نفسه انه صبي أو بنت
يأكل يوحده الطعام
يقضي حاجاته بمفرده متكيفا داخل محيطه المألوف وعارفا بعنوان منزله،
يرغب أن يكبر على صورة شخص يمل إليه قيمة نموذجية يتعين به يكون من نفس جنسه يتكلم بكثرة على انه يريد الزواج بأمه والبنت بأبيها وهذه الغبرة المسماة اوديبية لا تسبب أي شعور بالذنب عند الطفل بل انفتاحا على شخصيته المستقبلية..
طفل الثلاث سنوات الذي يمتلك المواصفات السابقة هو القادر على الدخول بالأوديب لأنه أنهى مرحلة التنظيم الماقبل اوديبي.. وحين يأخذ القلق بالطفل من دوافعه الموضوعة في خدمة الرغبة المحرمة يصطنع العقبات كي يمنع الأهل من العيش بسلام ويضع العوائق أمام حياتهم الخاصة كزوجين قد يأتي ليلا بأحلام قلقة يتمرد على أهله ويقوم بنزوات ومشاكل ويثير الذنب عند الأهل وخلال الفترة الأوديبية سيطرح أسئلة كثيرة حول إنجاب الأطفال من قبل: من أين أتى؟ وعن الموت، والى أين نحن ذاهبون؟ الموت والحياة وهي من أهم الأسئلة في هذه المرحلة والتي سيتخلى فيها عن ألعابه العدوانية القضيبية على الأقل عن الألعاب الغير مسموح بها اجتماعيا وذلك بفضل النهي عن المحارم لذا سينقل الصبي العدوان القضيبي من النمط النابذ المرغوب بما فبل الواعي على نشاط فكري ونشاط الجسم كله لعبي وإبداعي.
سنتكلم الآن بالتفصيل حسب دولتو:
البنت: في عمر ثلاث سنوات تكتشف البت الصغيرة كونها ليس بنتا ليس لأنه قيل لها وليس لأنها تحمل اسما مؤنثا بل بسبب من عضوها الجنسي الذي لم يتم خلقه على شاكلة عضو الذكر حتى تاريخ هذه الخبرة الأولى كانت ترى في قرينها شبيها لها في كل شيء وهي تحسد هذا "المفترض شبيهها" عندما تكتشف أن له عضوا ذكريا وخيبة أملها القلقة غالبا ما تكون ظاهرة وإذا ما تمت القول للبنت من قبل الأم أن هذا هو الذي يجمع بين كل النساء وان ما رأته على جسم الصبي هو الجامع لكل الرجال.. إذا ما اكتشفت البنت جنسها مع طمأنة الأم وجدت مدخلها إلى الأنوثة حينها يتخذن صديقات يكن في الوقت نفسه منافسات لهن.. وفي هذا العمر تمارس الطفلة الاستمناء دون أن يلحظه احد من الكبار "لحسن الحظ" فتكتشف البظر الذي يدفعهن إلى الحلم بمستقبل خيالي بل وحتى تصورات توالد عذري وكثير من البنات بشكل يحككن الحلمات القابلة للانتصاب مما يطيل أمد وهم الشكل القضيبي لعضوهن الجنسي.
تبحث البنات بشكل لا واعي من خلال الرغبة الاستنمائية عن الصلة مع القضيب الرمزي الذي أصبح يمثله الأب ومن خلال كل سلوكها ترى البنية أن أمنيتها هي التعيين بالنموذج النسوي وكونها اقل عرضة من الصبي للنكوص على الأم والغنج عليها تطور لا شعوريا عبر لعبة الدوافع الغريزية إلى هذا الفضول تأثير مخلص "أي إزاحة شحنة تصوير تلتصق بتصور آخر ذي شحنة اقل ويرتبط مع الأول برابط استدعائي يظهره التحليل، فهو يدعم السيطرة التامة على اللغة "البنات ثرثارات" وكذلك السيطرة على الحركات اليدوية والجسدية، وحب المنافسة الانثوية في الاعمال المنزلية حيث تريد البنية تقليد امها، فالدوافع الغريزية الفمية والشرجية هي المعنية بالتحويل في السلوك اما الدوافع المهبلية الغريزية السلبية تضع نفسها موضع الفعل حيث تبحث الفتاة عن اثارة اهتمام الرجال الاب والاخوة واغرائهم كذلك تصرف البنية طاقة فتشية حبية على دماها الادمية، تلعب معها دورا اموميا ومسؤولا له طابع السادية يهدف إلى تطهير التخيلات النرجسية المعوضة عن نقصها، والفتاة لا تدخل بالأوديب إلا بشرط المحاولة لانتهاك النهي عن المحارم وذلك بإيقاع والدها في فخها الاغوائي. وهي لا تملك النزوات القضيبية النشطة النابذة التي يملكها الصبي فهي ذات نزوات جاذبة.
إن إعلان حظر المحارم بالقول يُخرج الصبي من الاوديب بينما يُدخل الفتاة فيه"فهي تفعل المستحيل من خلال التبرج واللباس لإغواء وجذب والدها" كذلك يثير حظر المحارم عند الفتاة تساميات للنزوات الماقبل تناسلية بينما يثير عند الصبي استيقاظ النزوات الخاصة بالمعرفة يريد أن يفهم تكّون الكون، وكيف يصبح رئيسا، ومعرفة القوانين التي تنظم حقوق البشر.
الصبي: منذ عمر السنتين ونصف يتم للصبي اكتشاف وجود ذكره الذي ينتصب ويكتشف انه يحصل على لذة فيما لو حركه وفي الثالثة يكتشف أن ليس للبنات ذكر فيزيد فخرا بهذه الزائدة الصغيرة القيّمة التي يعتبرها شيئا مجيدا له وظيفة بولية فقط بيد أن الانتصاب الحاصل بشكل مستقل عن التبول "والذ1ي من عمر سنتين ونصف يمنعه من التبول "يطرح له مشكلة أن هذه المنطقة من الجسد الغامضة بالنسبة إليه مولدة للشهوة تتوقف عن أن تكون وظيفية، يبحث كل ولد صغير عن الاستعراء وهذا السلوك سؤال صامت فيما يخص المعنى الكامن وراء هذا الانتصاب وعندما يتأكد أن ليس للبنت عضوا ذكريا مثله يشعر بقلق حقيقي إزاء الجوف الذي تحقق منه انه يرى فيه بترا للأعضاء ويشعر بقلق ينعكس عليه في نفس مكان عضوه الجنسي. قلق مفاده أن عضوه يمكن أن يزال متى أرادت مشيئة الأهل حيث يتخيل الطفل في هذا العمر أن كل شيء يخضع لمشيئة الأهل فالصبي الصغير يحتاج حاجة ماسة أي أن يؤكد له الكبار.. أمه وبشكل خاص أبيه بالقول الواضح الاختلاف الجنسي ويشرحوا له معنى الانتصاب ومعنى الدور المقبل له في الأبوة. يحتاج الصبيان في وقت أبكر من البنات إلى أن يعلموا مصير التبادل المكمل بعضه الى بعضه الآخر، لأنهم لا يلحظون إلا ما هو مرئي كالحمل وهذا ما يشعرهم بالدونية، وبإخبارهم يهمون ويقبلون الحميمية التي تربط آبائهم إلى أمهاتهم.
يدرك الصبي الاختلاف بين رغبته الاحليلية الشرجية في السيطرة على جسم الآخر وقدحه بطريقة عدوانية حتى يشعر بفحولته عندما يفهمه والده بالكلام وبطريقة معاملته وأخواته عن وجوب احترام النساء وأيضا يعلمه أن عملية الإنجاب تخضع للاختيار الناتج عن الحب بين المرأة والرجل المتلاحم مع رغبة الإنجاب وبما يترتب من مسؤولية كل طرف تجاه الآخر. وعندما يتم ذلك يكون الوالد قد علّم ولده كيف يعيش حياة مؤنسنة.. هذا هو الخصاء الاوديبي أحرّمك أمك لأنها زوجتي وهي أنجبتك، وأخواتك محرمات جنسا عليك مثلما أمك محرمة عليك جنسيا.
إن فهم الصبي والبنت دورهم المستقبلي المتبادل في الخصوبة هو ما يجعلهما يدخلان في الاوديب إذ ينتمي الطفل إلى عالم الرجال والبنت تلتحق بركب النساء.
الإشكاليات التي تعرقل الاوديب:
رأينا انه يمكن للاوديب أن يكون صراعيا بطريقة آمنة وصحية، وإما صراعيا مرضيا نتيجة ضياع الانتماء إلى الجنس وقد يحصل ذلك عندما لم تتمكن الام او رفضت اطلاع طفلها على حقيقة بنوته سواء كان صبيا ام ينت بيد انه قد يحدث ذلك ان اضطر الطفل التألم من معاناة نتيجة مآسي عائلية مستمرة بين والديه فيسيء الحكم على والديه لذا من المهم جدا في هذه الحالة تدعيم نرجسيبة هذا الطفل أي نرجسيته الاولية يعني ان يحب الحياة، وتدعيم نرجسيته الثانوية وهي انه سيكبر وسينمو في الهوية الجنسية التي ينتمي، اما يتمثل بالاشخاص الذي يعرفهم او بنموذج يرغب في أن يقلده ويتمثله.
إن صورة الجسم اللاواعية واقعة في خطر لطفل يخل في الاوديب، تبقى عند الصبي النزوات الجنسية الفاعلة المتأصلة في الاحليل نزوات جزئية قضيبية نابذة باتجاه موضوع الرغبة وهذه هي النزوات التي ينقلها الولد على المواضيع الجزئية التي تمثل بحد ذاتها صور جزئية قضيبية نابذة باتجاه موضوع الرغبة وهذه هي النزوات التي ينقلها الولد على المواضيع الجزئية التي تمثل بحد ذاتها صور جزئية لجسمه، خصوصا العضو القضيبي الذي يحول وينقل تصوره على كل الأدوات القادحة والصادمة من خلال أفعال سادية حيث يسقط إما رغبته في قذف سائل قائل:" في ادراك الطفل ان فضلات الجسم يجب ان تعتبر سيئة لأن الجسم يطرحها خارجاً" واما رغبته في ان يقذف بشيء لانجاب الاطفال منذ ان عرف ان هذا سيحصل يوما في الحياة.
وكذلك قصور الوالد وعدم أهليته في إعطاء الخصاء لابنه أو وجود شخص آخر يقوم بذلك، ويقوم بتربية الصبي على التحكم بالرغبة. عبر النهي عن المحارم. قد يبقي فكر الولد موجها نحو خيار محصور نرجسيا بالموضوع المنتقي الذي قد لا يكون أخته أو أمه لكنه مخصص لمتعته الجنسية الجزئية فقط. وان كان سلوك الوالد في أسرته متفرد وصاحب الأمر والنهي في مجال نزواته الفموية والشرجية الاحليلية التي يشبعها مثلا في الثمل او السلوك الزوري، فذلك يثّبت عند الطفل فكرة أن الرجل يكون مواطنا قديرا في المجتمع بفضل هذه النزوات، ويصبح الصبي ميالا إلى المثلية الجنسية فإما أن يصبح مثلي جنسي سلبي بتماهيه بأم اكتئابية وإما مثلية جنسية نشطة منبنية في العلاقة مع الأب.
إذا كانت الأسرة دون أب أو ذكور بالنسبة للبنت فإنها تبني نفسها بشكل أفضل من الصبي فيما لو كان في الوضع نفسه فحتى البلوغ سوف يبالغ الليبيدو الأنثوي في تثمين دور القضية الأنثوية ما قبل التناسلية "فمية_شرجية"ودور الجنسية المثلية السلبية والايجابية وكون الأب غائبا فإنها ستوجه دوافعها الليبيدية الجنسية الغيرية نحو إغراء الصبيان من عمرها وأخواتها لو وجودا طالما جهلت المنع المتعلق بالمحارم ولا يمكن لأسس البنية التناسلية اللاواعية أن ترصن لدى بنت لم تتح لها الظروف إطلاقا أن تعيش في طفولتها مع رجل وامرأة يتقاسمان حياتهما حتى وان كبرت في مجتمع سوي لا تستطيع أن تعطي المثال الأنثوي الحق لأطفالها سوف تبقى امرأة طفلة أو قد تصبح ذابلة الأنوثة أو تسلطية "أم قضيبية" باردة جنسيا او متقلبة العواطف تغار من بناتها "تملكية" تبالغ في حب صبيانها وغير سعيدة قط بالزوج الذي يثبتها في الأسرة وهنا لابد للأم من الدخول في العلاج التحليلي. أما الصبي الذي ربي دون أب من قبل، أو انه داخل مجتمع حريمي لا يجد في المنزل في العمر الذي يكتشف فيه العضو الجنسي على البنات الصغيرات أي رجل يجيب عن تساؤلاته سيعامل عضوه على انه أداة تبول مولدة للشهوة سيبقى مزروعا ضمن طيات تنورة أمه إلى عهد ابعد بكثير من الأولاد الآخرين وخاصة أن الأم كون لا رجل لها ستكون تملكية حيث يشعر الصبي بخطر قطع عضوه، وهؤلاء الصبيان يحتاجون دائما لعلاج نفسي يخرجهم من مشكلاتهم، وإلا فلن يتم لرجولته النضج ولا أن تأخذ قيمتها الاجتماعية. تؤكد دولتو عن أهمية شرح رغبة الأب إزاء الأم حتى لا يبقى طفلا معلقا بالهواء.
أما في حالة موت احد الوالدين وخصوصا موت الطرف المقابل "المنافس" يتلاقى مع رغبة الطفل في هذه الفترة فإن هذا ما يشكل صدمة نفسية حيث يبدو الموت جوابا بطريقة مقلقة على تخيلات الطفل الذي سوف يسند قوة سحرية لأفكاره وحقه في ممارسة رغباته المحرمة وهذا الرض الصدمي يقوي قلق الخصاء يعتبر الطفل نفسه معاقباً أو على العكس يكون مطمئنا إلى رغبة محرمة لا عقبة أمامها.. وكذلك شأن الشعور بالذنب الذي يصبح أكثر خطرا لدى الغياب الواقعي لواحد من أقطاب الثلاثي الاوديبي: حيث يغيب كل دعم للدوافع الأوديبية الجنسية والوالد الأرمل المهمل "أو في حالة الطلاق" يساهم من ناحيته على الأقل بشكل عابر عبر ردود فعله المهملة والعدوانية غير الواعية ضد ذاته التي ترافق عمل الحداد في إعاقة وضع أطراف الاوديب كل بمكانه: فلا يفهم الطفل لماذا لا يتخذ الوالد الأرمل أو المهجور فورا شريكا له طالما هو بحاجة لذلك ويمكن أن يحدث نكوصا خطيرا إذ يوجه كل الشحنة الوجدانية نحو الوالد الباقي وهنا الحديث مع الطفل من قبل طرف ثالث يساعد في إنقاذ الطفل وإفهامه ما حدث.
وان استجاب الأهل على مطلب النزوات الشبقية للطفل دون وازع "عن طريق مداعبة الطفل من الأعضاء الجنسية او التغزل به" ينتج عنه نكوص الطفل وعدم الاحتفاظ بتماسك ما بين صورة الجسم اللاواعية وهيكلية الجسم الملائمة لسنه هذا التماسك الذي يجعله الفاعل في قصته والذي يسمح له بتحقيق مكانته ككائن بشري ولا يمكنه أن يحقق ذلك دون معرفة القوانين السائدة والمطبقة على الجميع، ومنها التحكم بالنزوات الآثمة، لهذا نجد أن العصابي كي يحافظ على تماثله مع البالغ يكبت نزوات المراحل المختلفة غير المخصية دون إمكانية تطبيقها لا فعليا ولا هوامياً لحد أن يسحق معها الرغبة بحد ذاتها وهذا لب ألمه وعزة نفسه وكرامته هنا يكمن الاختلاف مع الذهانيين حيث أن نرجسيتهم لا تقبل فقدان المماثلة والمشابهة البشرية المتعلقة بمتعة تفعيل وممارسة نزواتهم بالفعل، فالتمييز لهم ما بين التخيل والتفكير، التخيل والفعل في الواقع غير موجود.
بالعودة إلى الأطفال الأسوياء تقول دولتو: أن على الطفل التماهي بالوالد الخاضع للقانون.
حل عقدة اوديب.
يتزامن حل عقدة اوديب مع أوج الصراع الداخلي الاقتصادي الاوديبي وهذا لا يتم الا بأقوال صريحة وواضحة انه ممنوع الاتصال بالمحارم , هنا يشعر الطفل في غمرة القلق العاجز وفي غمرة الرغبة بتجاوز هذا القلق أنها أزمة تجلب معها أعراضا ناتجة عن الإحباط الذي يشعر الطفل به, ومن جهة أخرى عن اعادة الدوافع القديمة التي قواها "الضغط الجنسي التناسلي " وفي المرة الأولى التي يسمع بها الطفل تحريم سفاح القربى يرفض تصديقه ويمضي في تخيلاته , وهنا يجب أن يقال للطفل أن قوانين التحريم تتحكم بحياة البشر أجمعين.. ولكن قلق الخصاء قلق داخلي ولا مفر من حدوثه , انه قلق انطفاء الرغبة أو فقدانها عندما لا تعود هناك منطقة مولدة للشهوة يمكن اكتشافها , ومنذئذ يصبح المكان الذي فيه تولد الرغبة التناسلية لا يحمل أي معنى طالما لا يستطيع منح أمه طفلا ولن تستطيع الطفلة حمل طفل من أبيها , وهنا الشرح مهم للطفل بأن أهله مروا بنفس التجربة.
يجب على الأزمة الأوديبية أن تحل في إطار الحداد النهائي والجذري لكل التخيلات حول عملية الالتفاف الممكنة على تحريم القربى , ولن تفك عقدة اوديب الا بسلوك سوي من قبل الأهل تجاه ابنهم وبعيدا عن التواطؤ وعن الانحراف بالحنان اللمسي الغير مبرر.
كذلك حل الاوديب يجب أن يترافق بالحرية , حرية في ترك الطفولة ونبذ التعلق الإجباري بالأنا المثالي الوالدي وهنا يستطيع الطفل التسامي والانضمام الى جماعات الأصدقاء والقيام بأنشطة اجتماعية والانفتاح على القدرة على الإبداع.
يكون النهي عن المحارم مصدر لنرجسية مختلفة والتي تدعوها دولتو بالنرجسية الثانوية وهي منع النزوات الجنسية من أن تبقى دون قانون مؤنسن إذ ينبغي على الطفل أن يتحكم ويستطيع أن يميز ما بين الفكر والفعل. وما يميز دينامية رغبة الأطفال هذه في خلط الواقع بالهوام حتى الآن هي استمرار رغبتهم الآثمة دون علمهم المتجهة إلى حق التفرد بالرغبة الجنسية واقتصارها على أحد الوالدين من الجنس المقابل دون أن يتخلى عن نرجسيتهم الأساسية كأفراد ولا عن احتفالهم المستقبلي بخصوبتهم.
فترة الكمون:
من النادر أن يكون التخلي عن الرغبة بالمحارم واضحا لوعي الطفل في السادسة أو السابعة من عمره , ولكن كما تقول دولتو هذا يحدث أحيانا ولا يستهلك من الوقت سوى بضعة أسابيع لطفل يفيض حيوية حتى ينضج , ففي فترة الكمون يوجد مسافة بين الطفل والأهل وبينه وبين الأخوة رغم أن علاقة طيبة تجمعهم , وهذه اللحظات تصفها دولتو بالحاسمة حيث يولي الطفل لاهتماماته المشتركة مع أصدقائه الوقت والاهتمام الأكبر وهذا ما يهيئ الخروج النهائي من حياتهم كأطفال , وتأكيد استقلاليتهم وأنثويتهم أو ذكوريتهم الحديثة العهد , ويتبنى الطفل طريقة والده تجاه الوالد من الجنس الآخر للحط من قدره , في الوقت نفسه الذي يمجد فيه كل التمجيد وبشكل تجريدي إلى حد ما أقوال وأفعال الأب في المجتمع, ويرافق هجر الأهل النهائي " عند الطفل" فترة ركود فيزيولوجية تشهد توقفا فيزيولوجيا عن نمو الأعضاء التناسلية قياسا لنمو الجسم ثم تليها فترة مثمرة وبناءة وهادئة بمثلية جنسية عفيفة وسلبية فيها إعجاب بالوالد من الجنس نفسه , وأما الحساسية الغيرية الجنسية الموجودة فهي دائما عفيفة ويجب عدم إحباط الطفل في هذه المرحلة لان ذلك مؤلما له وعندما يعلن الأهل منع الاتصال الجنسي بالمحارم فإنهم يجب أن يشرحوا أيضا أن هذا القانون يمنع سواء بسواء الرغبة الجنسية للأهل ويسري مفعول هذا على الأجداد أيضا, حيث بعض الأجداد والجدات الذين لهم هذه الرغبات خطيرون جدا.
ويأتي حل الأوديب أو الخصاء الأوديبي مصاحبا لسقوط الأسنان الحليبية , وسقوط أسنان الحليب في الأحلام هو تعبير صوري شائع عن قلق الخصاء، هذه الأسنان الوسيطة للنزوات الفموية النشطة والسادية قد سجلت في الهيكلية الجسمية قبل الأوديبي , وتحول النرجسية الأولية إلى نرجسية ثانوية.
و يكون الطفل الذي حل عقدة اوديب جيدا طفل بلا قلق , لا يستعجل كبره وهمومه مركزة على حياته الاجتماعية الراهنة , وعلى مصاحبة من هم في عمره وبفضل النظام الواعي واللاواعي الذي أرساه في ليبيدو الطفل الهادئ أمر النهي عن المحارم يكون الممر للنجاح الاجتماعي للأنشطة الخلاقة يدوية ترفيهية ورياضية ويستمتع بعلاقات الصداقة التي يجب تشجيعها من قبل الأهل. اذ أن الحاجز الذي وضعه الأب والأم على رغبة ولدهم أو ابنتهم باعتبارها رغبة آثمة هو الذي يحرر طاقات الطفل الليبيدية من أجل حياته خارج العائلة.
تنتهي فترة الكمون بهبة البلوغ , هبّة فيزيولوجية سوف يكون من شأنها إعادة إحياء مشكلات الأزمة الأوديبية وسوف يعاد إنتاج هذه الأزمة التي لو حلت بشكل صحيح ستستمر عدة أيام أو أسابيع.
أما في الحالات المناقضة فهذه الأزمة سوف تعيد إظهار الأزمة الأوديبية في مرحلة المراهقة. وهو ما سيكون موضوع البحث اللاحق..