لم نعد ننتظر من العديد من المنظمات السورية التي تحمل في أسمائها ما يقول أنها عاملة في حقوق الإنسان أو في قضايا المرأة، أي فاعلية. فقد حق عليها القول: "أسمعت لو ناديت حيا". إلا أن المنظمة السورية لحقوق الإنسان خرقت هذا التقليد، وأصدرت بيانا تعلن فيه تبنيها لهذا اليوم، فيما نعتبره خطوة كبيرة وهامة جدا في اتجاه تثبيت أنه لا حقوق إنسان تتجاهل حقيقة أن أي انتهاك لحقوق المرأة، الحقوق المتساوية دون أي تمييز، هو انتهاك صريح لحقوق الإنسان، مهما تغلف هذا الانتهاك بأسماء، ومهما حاول البعض الدفاع عن ثقافتهم الذكورية بادعاء دفاعهم عن "حرية العقيدة" أو "الحرية الشخصية" أو "مراعاة العادات والتقاليد". فلا حرية مع العنف والتمييز ضد المرأة، سواء تلبس ذلك باسم الدين، او حقوق الإنسان، أو أي اعتبار آخر.
اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا جرائم الشرف، 29/10
وإذ نشد على أيدي النساء والرجال في المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) في خطوتها هذه، فإننا نكرر التأكيد أن العنف ليس له عين ولا أذن ولا أنف، وهو لا يميز بين هذا وذاك، وسنكون جميعا ضحايا له ما لم نبادر إلى وقف أسسه اليومية المكرسة في القوانين، وفي المؤسسات، وفي عقول بعض رجال الدين ممن استهووا الخضوع لغرائزهم الذكورية فألبسوها لبوس الدين كي يخدموها ويجعلوها قانونا في حياة البشر. ومثلهم من جهات مختلفة وتسميات مختلفة.
واليوم العالمي للتضامن مع ضحايا جرائم الشرف (29/10) هو مناسبة للتأكيد أن قتل النساء هو ثقافة ذكورية منتشرة في العالم كله (مرة باسم الشرف، ومرة باسم الحب، و..)، وأن ضحايا هذا العنف لسن أرقاما في جداول وإحصائيات، بل هن مواطنات تم التخلي عنهن، بل المشاركة في قتلهن من قبل كل من يصمت على هذه الجريمة القذرة، وأولا من قبل كل حكومة تسمح لهذا القتل أن يكافئ بوسام شرف من الطراز.. الدموي..
تحية لـ"سواسية" لمبادرتها الرائدة.. ونأمل أن تكون هذه المبادرة محرضا للآخرين أن يستيقظوا من سباتهم الطويل!
نص بياان المنظمة السورية لحقوق الإنسان "سواسية":
بـــــــيــــــــــان
سواسية تتبنى يوم 29 تشرين الأول كيوم عالمي للتضامن مع ضحايا ما يسمى جرائم الشرف
إن المنظمة السورية لحقوق الإنسان سواسية تعلن اليوم في 29 من تشرين الأول لعام 2010 تبنيها ليوم 29 تشرين الأول كيوم عالمي للتضامن مع ضحايا ما يسمى جرائم الشرف . إنه اليوم الذي أطلق الحملة من أجله مرصد نساء سورية مشكورا" على كل الجهود التي بذلها ويبذلها في درب تحقيق العدالة في هذا الموضوع . نعلن أننا اليوم نضم صوتنا لصوت المؤيدين أجمع. وتدعو سواسية بهذه المناسبة إلى التصحيح اللفظي لعبارة ضحايا جرائم الشرف واستبدالها بعبارة ضحايا ما يسمى بجرائم الشرف.
إننا في المنظمة السورية لحقوق الإنسان سواسية نطالب في هذه المناسبة بالاتي :
أولاً إلغاء المواد القانونية في القانون السوري التي تستخدم كغطاء قانونياً لمرتكبي جريمة قتل كاملة وبظروف مشددة في معظمها -المادة 548 والتي ألغيت وعدلت بحسب المرسوم التشريعي 37 لعام 2009 - المادة 192 بما يمت بصلة لهذا الموضوع-
ثانياً احترام سورية للمواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها وبذلك تكون طرفا فيها وذلك بإلغاء أي مادة قانونية في القانون السوري تعطي العذر المخفف للعقوبة على جريمة تسلب الإنسان حقه في الحياة فقد جاء في الاعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة الثالثة منه " لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي الأمان على شخصه " كما جاء في المادة الأولى منه " يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعض بروح الإخاء "
أخيراً نقول إننا اليوم أحوج ما نكون لتضافر الجهود للتخلص من ترسانة القوانين الخارجة عن قيم العصر التي تعمق التمييز داخل المجتمع وتشرع فكرة العقاب الجماعي لشريحة من البشر يسلب منها حقها في محاكمة عادلة ويعطي الحق فيها للجاني في إيقاع العقوبة التي لم ينص عليها القانون بإرادة منفردة لاغياً دور القضاء والمجتمع في القيام بدوره من خلال محاكمة عادلة لمرتكب فعل مجرم مذموم اجتماعيا
المنظمة السورية لحقوق الإنسان سواسية
دمشق في 29 تشرين الأول لعام 2010
- (سواسية: أول منظمة سورية تنضم للمطالبة بـ 29/10 يوما عالميا للتضامن مع ضحايا جرائم الشرف)