اليوم 29 /10 /2009 سجل التاريخ يوما اسودا اخر ووصمة عار قبيحة على لوحة العدالة المزعومة ضمن منظومة متخلفة من القوانين والتقاليد الاجتماعية المتخلفة التي تصفق للقتلة على حساب دماء بريئة ..
اليوم تأكد لي ان الدم وببساطة هو ارخص الاشياء.. وانك ان بحثت عن العدالة فلن تجدها حتما في المحكمة..
لربما كان يجدر بنا نحن من حضرنا هذه المحاكمة ان نبحث عنها في مكان اخر..
نعم ..لم ينصف القضاء زهرة عزو.. وصدر الحكم بعد انتظار دام لساعات اربع تخللها استراحات متكررة وبشكل غريب وتأخر بالصعود الى القوس حيث كانت كراسي القضاة فارغه ومائلة حتى قبل ان يصعدوا معبرة بحق عن ميزان مائل وعدل مسفوح كدماء زهرة.. انتظرناهم لنسمع حكمهم الذي خرج ليعلق وسام الشرف على صدر القاتل..
القاتل الذي بقي للحظات الاخيرة يثبت انه قاتل بجدارة عبر توجيه الاشارات المهددة لكل من كان حاضرا من اجل زهرة..
هكذا وبدم بارد قتلت زهرة مرة اخرى اليوم.. قتلت كما اغتصبت العدالة امام ناظر كل من رأى وسمع هذه المحاكمة الهزيلة
القاضي اعتبر جريمة قتل هذه الطفلة التي لم تبلغ السابعه عشر جريمة ارتكبت بدافع الشرف واعطى الحكم بثلاث سنوات ثم اعطى القاتل عذرا اخر وهو الدافع الشريف فخفف العقوبة مرة اخرى للحبس لمدة سنة واحدة ثم كافئه مرة اخرى فاعتبر مدة التوقيف ضمن المدة وامر باخلاء سبيله فورا..اما المحاميان البارعان الذان مثلا القاتل فكانا كطفلين صغيرين قفزا فرحا بالحكم الذي سعيا لاستحصاله فهو يعبر عن روح العدالة حتما ويمثل الحق فعلا وهما ايضا قتلا زهرة مره ثالثة عندما قفزا فرحا وقالا يحيى العدل..؟!
اي عدل هذا هو ذاك الذي يجعل الدم رخيصا لهذه الدرجة..
زهرة الطفلة التي تعهد القضاء بحمايتها عند تعهد الاب بذلك امام قاضي الحسكة..ثم تعهد بحمايتها مره اخرى بعد ان اعلن الاهل الصفح عنها عن ذنب لم ترتكبه فهي اختطفت بالاكراه .. وتعهد بذلك مرة ثالثة في معهد الفتيات الجانحات.. زهرة والتي عاشت في المعهد بضعة اشهر فوجد فيها كل من تعامل معها فرسا حره وهي الرسامة والشاعرة والاديبة التي تبلغ السابعه عشرة.. زهرة والتي احبها ابن خالتها بعد زيارتها في المعهد وطلبها للزواج من والدها وقبل.. ثم عقد قرانها وقبض مهرها واقيم الزفاف والعرس وحضر كل الاهل.. قتلت من اخيها بعد اشهر من زفافها وبعد ان قضى في منزلها ثلاث ليال ضيفا معززا مكرما لتمنحه المحكمة بعد ذبحها عذر الدافع الشريف ولتخرجه من خلف القضبان ليعيش بيننا فخورا بجريمة قذرة ارتكبها وشارك فيها التخلف والفساد والقذارة والفحولة الزائفه تحت عباءة قبيحة اسمها جرائم الشرف..
اي محكمة تلك .. واي قانون قبيح قميء هو هذا.. واي شرف هذا واي دافع هذا ذلك الذي يتحدثون عنه..الدافع الشريف.. المادة 192- والمادة 548 ومنظومة كاملة من الترهات الي لا تقنع عاقل ولا تعبر عن الحقيقة
اما فواز.. الرجل الشهم و الزوج المقاتل الذي ادعى لدم زوجته زهره وقف مشدوهاعندما سمع الحكم.. نظر للجميع وقال كان يجب ان اخذ حقي بيدي صار من حقي ان افعل هذا لان هذه المهزلة هي جريمة شرف..
سليم صبري ويارا صبري ويمن ابو الحسن وهشام بديوي وانا حضرنا وفي داخلنا بارقة امل خنقها حكم قبيح في محكمة هزيلة لا تعبر حتما عن اي عدل... كنا ننتظر شيئا اخر وخاصة وان لوحة كبيرة معلقة فوق القوس مكتوب عليها قول الله تعالى( ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب) لربما كان يجب ان تعلق مقابل القوس حتى يراها القضاة جيدا قبل ان ينطقوا بالحكم..! الى متى ستستمر هذه المهزلة لا ادري ..زهرة ستبق روحك هائمة لن تجد الراحه وسينامون جميعا على وسائدهم قريري العين..شكرا لكم وتحيا العدالة..!