يجب إلغاء أي عذر مخفف للعقوبة. وهذه المادة هي بحد ذاتها اعتداء على المرأة. إذ لا يوجد قانون في العالم يخفف من عقوبة قتل متعمد لنفس بشرية! لأن القاتل سيستغل هذا القانون. والأهل يدفعون بأبنائهم الصغار للقتل. وبعض الأقارب يتسترون على الجريمة! إذا، هذا القانون يساعد على استمرار هذه الظاهرة. وطبعاً كل القوانين العربية المشابهة يجب أن تلغى. هذا القتل متعمد. وإذا كانت عقوبة الإعدام سارية فيجب أن يعدم. أما إذا ألغيت، وأنا مع إلغائها، فيجب أن تكون عقوبته قاسية وشديدة. هذه جريمة قتل متعمد. ولا يجب أن تخفف عقوبة القاتل. هذا من جهة. ومن جهة أخرى، فإنه من الضروري أن تقوم وسائل الإعلام المختلفة بعملية تثقيف واسعة النطاق. وهي عملية ما تزال ضعيفة جداً حتى الآن. ويجب أن تكون عملية التثقيف هذه دون خجل أو وجل. فعندما تذهب البنت إلى الجامعة وإلى العمل.. لابد لها أن تقيم علاقات إنسانية في محيطها هذا. وهي ليست كتلك المحبوسة بين أربع جدران 24 ساعة في اليوم ولا تخرج إلا بإذن زوجها.. الواقع تغير كثيراً. ولابد أن تتبدل القيم مع هذا التغير في الواقع. أنت لا تستطيع أن تمسك امرأة تذهب إلى الجامعة والعمل وتلتقي بآخرين عن أن تقيم علاقاتها المناسبة في هذا العالم. إن تغيير الوعي العام عند الناس وعلاقته بتغير الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتغيرات العالمية هو أمر ضروري. مرة أخرى لا تستطيع أن تعيش في عالم متغير بقيم قديمة ثابتة. وأود هنا أن أذكر فكرة هي أن العيش في عالم متغير بقيم قديمة ثابتة يعني انشطار السلوك. فبينما أسلك سلوكا حديثا في هذا الأمر، أسلك سلوكا قديما في أمر آخر. ولكن، في لحظة، يعود كل شيء إلى السلوك القديم.. فيكف إذا تعلق الأمر بعدة قيم مختلفة ومتناقضة! طبعاً لا تثبت ولا قيمة منها. لذلك على التثقيف أن يكون في إطار المساواة الإنسانية. وثالثاً، لا بد من القول أنه يجب أن يكون الزواج مدنياً في كافة أنحاء الوطن العربي. عندما تقتل طائفة البنت لأنها تزوجت من خارج الطائفة، فهذا لأن الزواج غير مدني! والحقيقة أن الزواج يجب أن يحمي الحب والمحبين. هذا القانون ضد الحب! بينما الزواج المدني يحميه. والزواج المدني هو زواج شرعي مئة في المئة. ثم إن العقوبة ما زالت تطال القاتل فقط. بينما يجب أن تطال أيضا الأهل الذين حُرض القاتل من قبلهم. ويجب أن تطال الأقارب الذي حرضوا أيضاً. من غير المعقول أن تقتل النساء بهذه الطريقة! هذا فعل متخلف ومرتبط بهذه العقلية المتخلفة. ما من أمة تستطيع أن تنهض إذا حصرت شرفها بهذا المفهوم للشرف! الشرف هو دفاع عن الوطن، صدق، إنسانية.. وليس جنساً وحسب.. وأخيرا أريد أن أقول أن أحداً لا يحاسب الرجل على ما يفعله.. ويذكر أن أكثر من يشرفون على الدعارة هم من الرجال! آباء وأزواج.. والقانون يحاسب الداعر.. ولا يحاسب هذا الذي دفعها إلى الدعارة ويقودها فيها!!