لكنهن النساء المقتولات! النساء الموضوعات على حدّ سكين الذكورة! النساء المصروعات بطلقات من جحيم كراهية وتخلف! النساء المحروقات ببنزين الجنون الأرعن! النساء اللواتي يقتلن هنا وهناك، في كل محافظات هذا البلد (المسالم)، لأنهن تجرأن على أن يكن (إنسانات)! لأنهن تجرأن على أن يشعرن بوجودهن! لأنهن تجرأن على أن يفتحن أعينهن! ليس هناك منطقة في هذا البلد لم تشهد حوادث قتل كهذه! ولا دين ولا مذهب ولا طائفة! جميعنا مارسنا هذا الفعل الوحشي! مارسناه بوعي أو دون وعي! بمتعة أو دون متعة! بهدف أو دون هدف! نعم.. القاتل مجرم! أيا كانت الصفات التي يسبغهها عليه هذا الشخص أو ذاك! هذه الفئة أو تلك! لكن.. هل هو الوحيد القاتل؟! أبداً.. هناك مجرمون كثر يتلطون خلف هذا (الشجاع)! مجرمون كثر أجبن من أن يرفعوا رؤوسهم ليقولوا: ها نحن أولاء هنا! مجرمون لا يستحقون حتى نظرة إشفاق أو حرفاً من تقدير ظروف! إنهم أولئك الذين يدفعون ويحرضون على هذا القتل! أولئك الذين يباركون هذا الفعل بأي شكل من الأشكال! وأولئك الذين يصمتون على هذا الفعل تحت أي مبرر مهما كان! فهل أنت منهم؟! هل أنت ممن يقولون سراً، أو بين أصدقائهم، إن هذا القتل لا يجوز، وإجرامي، ثم يبررون صمتهم وعدم رفع صوتهم عالياً: ولكن.. يجب أن نقدر ظروف المجتمع؟! إذا كنت كذلك، ودون أن أطلب عذرك، فأنت قاتل آخر! قاتل أشد سوءاً من الذي يقتل بيديه! فذاك قد يعرف مرارة أن يقتل الأخ أخته، أو الأب ابنته، فيندم ويتغير! أما أنت، فأنت تولّد قتلة مع صمتك كل لحظة! أنت تولّد قتلة مع مباركتك الصريحة كل لحظة! وبتعابير الإجرام: إذا كان ذاك قاتل، فأنت سفّاح! انظر في المرآة جيداً: من الذي تراه؟! إنساناً يفخر بإنسانيته، ويصرخ لا لجرائم قتل النساء في بلدنا؟! أم قاتلاً متخفياً في ثياب ضرورة مراعاة المجتمع، وما إلى ذلك من ترّهات؟!